الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في الدعاء لهذا الرجل بالشفاء، وأن يجمع الله بينكما بالزواج مرة أخرى؛ فإن ذلك ليس فيه معصية، ولا اعتداء في الدعاء.
وكون الطلاق قد وقع بقدر الله عز وجل، هذا أمر لا شك فيه، فكل ما في الكون يقع بقدر الله، لكن الإيمان بالقدر والتسليم له لا ينافي الدعاء؛ ففي سنن الترمذي: قلت: يا رسول الله؛ أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها. هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: هي من قدر الله.
قال الغزالي: فإن قلت: فما فائدة الدعاء، والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لرد البلاء، واستجلاب الرحمة، كما أن الترس سبب لرد السهم، والماء سبب لخروج النبات من الأرض.." إحياء علوم الدين.
لكن الذي ننصحك به أن تجتهدي في الدعاء بأن يرزقك الله زوجا صالحاً، وتفوضي الأمر إليه فهو سبحانه أعلم بما فيه الخير، واعلمي أنّ الطلاق ليس شرا في كل الأحوال؛ قال تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ} النساء (130).
قال القرطبي: أي وإن لم يصطلحا بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. الجامع لأحكام القرآن.
والله أعلم.