الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي أسميته ألعاباً بهلوانية يعرف في الشرع واللغة بالشعبذة، كما في المصباح المنير، : الشعبذة هي: لعب يري الإنسان منه ما ليس له حقيقة كالسحر، والشعبذة هي: إظهار الأمور العجيبة بواسطة ترتيب آلات هندسية وخِفة اليد والاستعانة بخواص الأدوية والأحجار. شرح البهجة.
وقد تتابعت أقوال العلماء على تحريم هذه المهنة وما يترتب عليها، يقول ابن الهمام من الحنفية : ولا تقبل شهادة أهل الشعبذة، وهو الذي يسمى في ديارنا دكاكاً؛ لأنه إما ساحر أو كذاب، أعني: الذي يأكل منها ويتخذها مكسبة، فأما من علمها ولم يعملها فلا. فتح القدير، كتاب الشهادات.
ويقول زكريا الأنصاري من الشافعية: وتحرم الكهانة والتنجيم والضرب بالرمل والحصى والشعير والشعبذة وحلوانها، أي المذكورات، أي إعطاءً أو أخذاً لعوضٍ عنها، بالنص الصحيح في حلوان الكاهن، والباقي في معناه. أسنى المطالب شرح روض الطالب، حكم السحر.
ويقول منصور البهوتي من الحنابلة: ويُعزر من يدخل النار ونحوه ممن يعمل الشعبذة ونحوها. باب التعزير.
وجاء في فتاوى الرملي: أن الشعبذة مشترك مع السحر في التحريم، وأن كثيراً من العلماء أدرجوها فيه. فتاوى الرملي.
وفي المجموع للنووي: ولا يجوز بيع كتب الكفر، وهكذا كتب التنجيم والشعبذة والفلسفة، وغيرها من العلوم الباطلة المحرمة، فبيعها باطل؛ لأنه ليس منها منفعة مباحة. كتاب البيوع، بيع المصحف وشراؤه.
فيظهر بعد سرد أقوال العلماء أن ممارسة هذه المهنة وتعليمها وأخذ الأجر عليها وإعطاءه حرام.
والله أعلم.