الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت فيما قصدت من استثمار المال، وتنميته. أما البنوك الربوية وإن كثرت فوائدها، لكنها ربا، لا يجوز إيداع المال لديها؛ لقوله تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا [البقرة: 275]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-289].
ويجب على المسلم أن يتحرى الحلال الطيب وإن قلّ، ويتجنب الحرام مهما كثر وسهل؛ قال تعالى: قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:100].
فطيب الكسب سبب في حصول البركة في الرزق، وهناء العيش، واستجابة الدعاء، والعون على الطاعة، والنجاح في أعمال الدنيا والآخرة، كما أن خبث الكسب سبب لمحق بركة الرزق، وضنك العيش، ومانع من استجابة الدعاء والأعمال الصالحة، وموجب غضب الله ومقته، وكفى بذلك إثماً.
وعليه، فيمكنك دفع المال إلى أمين ثقة، ذو خبرة بالتجارة ليضارب به، فيكون له نصف الربح، ونصفه لك مثلا، أو تستثمريه من خلال البنوك الإسلامية وإن كانت أرباحها قليلة، لكن نسبة المخاطرة فيها قليلة أيضا. ويمكنك أيضا أن تبحثي عن مشروع مباح لاستثمار مالك بحيث يمكنك التوفيق بينه وبين دراستك. ويستشار في ذلك أهل التخصص والخبرة في مجال التجارة، والمشاريع الاستثمارية .
والله أعلم.