الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأكمل للمصلي هو أن يأتي الصلاة على أحسن هيئاته، وفي أجمل ملابسه؛ لقول الله عز وجل: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ {الأعراف:31}.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: السنة للمصلي: أن يكون على أحسن وأجمل هيئة، وأكمل طهارة، ونظافة؛ لقول الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ـ أي: عند كل صلاة، ولما أثر عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال لما سئل عمن يصلي مكشوف الرأس. الله أحق أن يتجمل له من الناس. انتهى.
لكن إذا ذهب الشخص للمسجد في ثوب متسخ طاهر، فصلاته صحيحة, ولا إثم عليه, وإن كان ما فعله خلاف الأفضل.
جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -: وإذا تيسر أن يكون بأحسن صورة فهو أفضل؛ لقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} فالسنة أن يصلي في هيئة حسنة، وفي لباس حسن - حسب الطاقة والإمكان -.
أما كونه يعرق في الثياب، أو كونها وسخة، أو كونها قديمة هذا لا يضر، ولكن الأفضل أن تكون حسنة، وجميلة إذا تيسر ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال. ولما تقدم من الآية: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} ولكن لا حرج أن يصلي في ثوب فيه عرق، أو فيه وساخة ليست نجاسة، أو ثوب قديم يستر العورة، كل هذا لا حرج فيه - والحمد لله -. انتهى.
والله أعلم.