الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحل هو أن تستعين بالله تعالى حتى يصرف عنك كيدهم وأذاهم، وعليك أن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وأن تصبر على ما يصيبك بعد ذلك من أذى قولي أو فعلي.
وليكن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر باليد ابتداء ما دمت قادراً على ذلك، ولا يترتب عليه مفسدة أكبر أو أذى لك، ومثال الأمر والنهي باليد أن تمنعهم من الدخول إذا جاؤوا بامرأة أجنبية، وإن لم تستطع بيدك، فبلسانك، فإن لم تستطع فبقلبك، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه أحمد، ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ثم إن عجزت عن الإنكار باليد أو اللسان أو فعلت فلم يستجيبوا، فلا تبق معهم حال منكرهم، ولقد قيل: إما أن تزيل المنكر وإما أن تزول، قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ... [الأنعام:68].
قال ابن العربي: وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل. اهـ.
وقال ابن خويز منداد: من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً. انتهى.
على أنا نقول لك: يجدر بك -أخي السائل- إذا أردت السلامة في دينك أن تحاول أن تسترد مالك، وتبحث عن سكن آخر، فإن لم يتيسر لك استرداده فسيعوضك الله خيراً منه، ولا تسكن مع هؤلاء بحال.
والله أعلم.