الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الصحبة الصالحة مطلوبة شرعا، ومرغوبة طبعا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. رواه الإمام أحمد وغيره.
وقال صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كمثل صاحب المسك، وكير الحداد. لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه، أو تجد ريحه. وكير الحداد يحرق بدنك، أو ثوبك، أو تجد منه ريحا خبيثة. رواه البخاري.
فالصاحب الصالح الناصح مكسب عظيم، ولا يمكن أن يوصف بذلك إلا من تمسك بالدين، وتحلى بالأخلاق الفاضلة.
وزميلك الذي وصفت حاله، له صفات حسنة ككونه إمام مسجد، وحافظا للقرآن، ومهتما بأمور دينه، وإن وجدت منه سقطات فمن ذا الذي يسلم منها، والعبرة بمجمل الصفات والأخلاق، والكمال عزيز ، وصدق من قال:
من ذا الذي ما ساء قط === ومن له الحسنى فقط .
فينبغي أن تكون صحبتكما قائمة على النصح والتذكير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدِّينُ النَّصِيحَةُ. رواه مسلم.
فإذا كنتما كذلك، فاحرص على صحبته، خصوصا مع عدم وجود أفضل منه.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 30069، 23215.
والله أعلم.