الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجارك هذا الذي يصلي ويتصدق، فيه خير عظيم، وأما حلقه للحيته: فهي معصية قد كثر البلاء بها، وشاعت بين المسلمين لأسباب كثيرة، ليس هذا موضع ذكرها، فلا يسوغ في الأعم الغالب هجر من وقع فيها؛ لما يترتب على ذلك من مفاسد دون تحقيق مصلحة، بل الذي ينبغي أن يصاحب فاعل ذلك بالمعروف، ويبذل له النصح بالحكمة والموعظة الحسنة، فهذا أقرب لزيادة الخير وانتشاره، والمقصود أن مساكنة المسلم المصلي الفاعل للخيرات، لا يحرمها حلقه للحيته، ولا سيما إن كان حسن الخلق، قابلًا للنصح، فبادر بأخذ زمام الأمور، وصاحب زملاءك هؤلاء بالمعروف، وادعهم إلى الله بخلقك وسلوكك قبل منطقك وكلامك، وتعاون معهم على الخير من إقام الصلاة، وتلاوة القرآن، وطاعة الله تعالى، وراجع للفائدة الفتويين رقم: 109586، ورقم: 72546.
والله أعلم.