الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمشروع في حقكم أن تحرصوا على أداء الصلاة جماعة في وقتها, فإنكم بذلك تحصلون على ثواب صلاة الجماعة إن شاء الله تعالى؛ وراجع المزيد في الفتوى رقم: 108429.
وبخصوص صلاة العصر بعد الأذان بساعة, أو قبل الغروب بساعة وربع, فإن كان ذلك لا يخرجها إلى وقتها الضروري وهو الاصفرار، فهذا لا حرج فيه, وإن ترتب على ذلك تأخيرها لوقتها الضروري، فهذا فيه الإثم عند بعض أهل العلم إن كُنْتُمْ تتمكنون من أدائها قبل ذلك, لكن تعتبر الصلاة مجزئة لوقوعها قبل خروج وقتها نهائيا؛ وراجع تفاصيل مذاهب أهل العلم حول الفرق بين الوقت المختار والضروري، وما يترتب عليهما من أحكام, وذلك في الفتوى رقم: 124150 ، والفتوى رقم: 28448
والوقت الضروري للعصر يبدأ من الاصفرار، وبيان ذلك أن ترى الشمس متغيرة، فتظهر الصفرة على الأرض والجدران، وهو حين تميل الشمس للغروب.
قال الخرشي: وقت العصر المختار إلى الِاصْفِرَارِ فِي الْأَرْضِ، وَالْجُدُرِ وَهُوَ وَقْتُ التَّطْفِيلِ أَيْ مَيْلُ الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ، وَمِنْهُ طَفَّلَ اللَّيْلُ بِالتَّشْدِيدِ أَيْ أَقْبَلَ ظَلَامُهُ لَا فِي عَيْنِ الشَّمْسِ، إذْ لَا تَزَالُ نَقِيَّةً حَتَّى تَغْرُبَ. انتهى.
والله أعلم.