الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنية يتكلم عنها باعتبارين، اعتبار عند أهل السلوك وهو ألا يعمل العمل إلا لله مريدا به وجهه، فلا يرائي به أحدا من الخلق، وهذا هو الأصل في المسلم أنه يعمل العمل كالوضوء والصلاة وغيرها تقربا لله تعالى وابتغاء وجهه سبحانه، ولا ينبغي الاسترسال مع الوساوس في هذا الباب بحيث يصور الشيطان للعبد أنه يرائي الناس ولا يريد وجه الله، بل يدفع هذه الوساوس ويجتهد في تحصيل الإخلاص، والاعتبار الثاني هو ما يتكلم عليه الفقهاء، وانظر الفتوى رقم: 235582.
فإذا علمت هذا، فإنه يكفي في الطهارة أن تنوي رفع الحدث أو استباحة الصلاة، ويجزئ عنك هذا، فإذا أردت الوضوء فنويت رفع الحدث أو نويت استباحة الصلاة، أو غيرها مما تشترط له الطهارة أجزأك ذلك وصحت طهارتك، فدع عنك الوساوس في هذا الباب وغيرها، فإن الأمر بحمد الله يسير.
والله أعلم.