الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالواجب هو أداء الصلاة قبل خروج وقتها، وأما أداؤها في أول الوقت عقب الأذان، فإنه مستحب ولا يجب.
جاء في الموسوعة الفقهية: تَخْيِيرُ الْمُصَلِّي فِي أَدَاءِ الصَّلاَةِ فِي الْوَقْتِ الْمُوَسَّعِ: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى الْقَوْل بِتَخْيِيرِ الْمُصَلِّي فِي أَدَاءِ الصَّلاَةِ فِي الْوَقْتِ الْمُوَسَّعِ، وَهُوَ الْوَقْتُ الَّذِي وُكِّل إِيقَاعُ الصَّلاَةِ فِيهِ لاِخْتِيَارِ الْمُصَلِّي، فَإِنْ شَاءَ أَوْقَعَهَا فِي أَوَّلِهِ، أَوْ فِي وَسَطِهِ، أَوْ فِي آخِرِهِ، وَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ فِيمَا يَخْتَارُ .. اهــ.
وقد بينا في الفتوى رقم: 137351 أن الصلاة في جميع أجزاء الوقت جائزة، وأنه لا صحة لما يظنه بعض الناس من وجوب أدائها أول وقتها.
إذا تبين لك هذا، فإنه إذا كان إخوتك يصلون الصلاة لوقتها، فلا تشدد عليهم في أمر جعل الله لهم فيه سعة، لا سيما إذا كانوا صغارا ليسوا مخاطبين بأداء الصلاة في المسجد, وإذا كانوا ممن هو مخاطب بصلاة الجماعة في المسجد، فيمكنك أن تبين لهم ولوالدك برفق وحكمة، فضل الصلاة في المسجد، وأن من العلماء من ذهب إلى وجوبها, ولا تغضب والدك، ولا تُحوجه إلى الصياح ورفع صوته؛ فإن إغضاب الوالد من العقوق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ. رواه الترمذي.
والله تعالى أعلم.