الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يتم عليك نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة، ثم اعلم أنه لا حرج في كتم الإيمان خشية الضرر، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 32823.
وأما ما سألت عنه: فجوابه أن النكاح إذا تم من غير إشهار، ولا تسجيل في الدوائر الرسمية، فإنه يعتبر نكاحًا صحيحًا إذا توفرت له أركانه وشروط صحته، من الإيجاب والقبول، والولي، والشاهدين، والصداق، وإن كان الأفضل أن يوثق في الجهات الرسمية لحفظ الحقوق، وراجع في ذلك الفتويين: 5962، 2656.
وعلى ذلك، فإنك إن خطبت هذه الفتاة من وليها، وقام بتزوجيها لك في حضور شاهدين عدلين على ما تتفقان عليه من مهر، ثم بعد ذلك توثق عقد النكاح، فلا حرج في ذلك - إن شاء الله -.
وأما أن كان ذلك دون علم وليها: فلا يجوز، فلا بد من إذن وليها، فإنه هو الذي سيتحمل عواقب هذا النكاح، وهو الذي سيحوط موليته بعنايته، وراجع للفائدة الفتويين: 22465، 55798.
وهنا ننبه الأخ السائل على أن علاقته بهذه الفتاة لا بد أن تقف عند الحدود الشرعية، فلا لقاء، ولا خروج، ولا خلوة، ولا غير ذلك من أبواب الفتنة، والوقوع في الحرام، فالأمر أبعد من قوله: "نحن نشعر بحرمة تلامس الأيدي" فإن هذا أمر محرم، ودونه أمور أخرى محرمة، فمجرد الخضوع بالقول، وتبادل كلمات الحب والغرام بينكما لا يجوز، فضلًا عن ملامسة الأيدي!
والله أعلم.