الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طول عمر المؤمن في طاعة الله تعالى فيه خير كثير؛ فقد روى الترمذي وغيره أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ، قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ.. الحديث صححه الألباني.
لذلك ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بطول العمر في الطاعة.
كما أن النية الصادقة على فعل الطاعة يؤجر بها العبد؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ..ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ : عبدٍ رَزَقَهُ الله مالاً وعلماً، فهو يتَّقي فيه ربَّه، ويَصِلُ به رَحِمَه، ويعلمُ لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبدٍ رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً، فهو صادِقُ النِّيَّة، يقول: لو أنَّ لي مالاً، لعمِلْتُ بعملِ فلانٍ، فهو بنيتِه، فأجرُهُما سواءٌ .. الحديث رواه الترمذي وغيره.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: الثاني: أن من نوى الخير وعمل منه مقدوره، وعجز عن إكماله، كان له أجر عامله؛ كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر..". انتهى.
ونصوص الوحي، وكلام أهل العلم في هذا المعنى كثيرة، ولذلك فإن من مات وله نية صادقة، وسعي في حفظ القرآن، فإنه يرجى أن يحصل على ثواب حافظ القرآن.
فما دمت حريصاً على ثواب الطاعة تقصد بها وجه الله تعالى، فالذي يقتضيه فضل الله تعالى وسعة رحمته هو أنك ستحصل على أجر العمل الذي نويت -إن شاء الله تعالى- ولكنك إذا وفقت لعمل ما نويت، يحصل لك من الثواب ما لا يحصل لك بالنية دون العمل.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وقد حمل قوله صلى الله عليه وسلم: (( فهما في الأجر سواءٌ )) على استوائهما في أصلِ أجرِ العمل، دون مضاعفته، فالمضاعفةُ يختصُّ بها من عَمِلَ العمل دونَ من نواه فلم يعمله.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 153195.
والله أعلم.