الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى
البخاري ومسلم في صحيحيهما عن
عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. وفي هذا الحديث فوائد منها:
1- المنع من الدخول على النساء لما فيه من الفتنة على الداخل والمدخول عليها.
2- تأكيد المنع بالنسبة للحمو، قال
النووي في شرح
مسلم: فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر، لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه، بخلاف الأجنبي، والمراد بالحمو هنا: أقارب الزوج غير أبائه وأبنائه. انتهى.
3- في هذا الحديث تكمن قاعدة عظيمة يبنى عليها كثير من الأحكام، وهي (سد الذرائع إلى الفساد) فقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الدخول على النساء لسد ذرائع الفتنة والوقوع في المحرمات.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
19664، والفتوى رقم:
19833، والفتوى رقم:
20009.
أما عن الأمثلة التطبيقية لهذا الحديث، فحدث عنها ولا حرج، لأنك ستجد أن كثيراً من جرائم الزنا عموماً، وزنا المحارم خصوصاً تنتج عن التساهل في الدخول على النساء والخلوة بهن، بدعوى التحضر أحياناً، وبدعوى الثقة أحياناً أخرى، وبدعوى القرابة من الزوج.
وليعلم أنه من الواجب على أولياء الأمور أن يربوا من ولاهم الله أمرهم على عدم الاختلاط أو السماح للأقارب بالدخول على بناتهم، لما يفضي إليه من الفتنة والشر.
والله أعلم.