الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز سب المنكر وذمه وتحذير الناس منه، فقد قال الله تعالى عن الشرك: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {النساء:48}.
ووصفه بأنه ظلم عظيم، فقال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {لقمان:13}.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
وقال تعالى عن الخمر والميسر: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ {المائدة:90}.
وقال تعالى عن لحم الخنزير: فَإِنَّهُ رِجْسٌ {الأنعام:145}.
وقال عن الزنا: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32}.
وفي الآية الأخرى: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا {النساء:22}.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.. الحديث.
وقال: صلى الله عليه وسلم: لعن الله السارق، يسرق.. الحديث، متفق عليه
فسب المنكر وسب أهله لمنكرهم جائز شرعا، وقد رأيت بعض الألفاظ التي تستعمل في ذم المنكر وأهله، ويكون الذم بمقتضى المصلحة، قال تعالى: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}.
فحيث جر ذلك إلى مفسدة أعظم، فلا يجوز فعله لهذه الآية.
والله أعلم.