الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حج مفردا فلا يلزمه هدي, بل هو مستحب فقط ويعتبر من باب التطوع، ومن حج قارنا فقد وجب عليه هدي واحد، وإذا نحر أكثر من هدي فقد فعل طاعة لله تعالى يثاب عليها, فالهدي فى نفسه قربة وطاعة لله تعالى، جاء في الموسوعة الفقهية: لا يجب على المفرد هدي لإحرامه بالحج مفردا بخلاف القارن والمتمتع، فإن عليهما الهدي، لقوله تعالى: فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ـ والقارن كالمتمتع، لإحرامه بالنسكين، إلا أنه يستحب للمفرد أن يهدي ويكون تطوعا. انتهى.
وفي مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: ومن المنافع الهدايا، سواء كانت واجبة عند التمتع والقران، أو غير واجبة، تهديها تقربا إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم سبعين بدنة، وأهدى الصحابة، فالهدي قربة إلى الله، تشترى وتنحر وتوزع على الفقراء والمحاويج، في أيام منى أو غيرها، هدايا تطوع تنفع بها الناس في منى، وفي غير منى، قبل الحج وبعده، أما هدي التمتع: فهو في منى وفي مكة أيضا، في أيام منى وهي أربعة. أما الصدقة بالذبائح وبالمال: ففي أي وقت، لو ذبحت هذه الأيام وتصدقت ووزعتها على الفقراء، ووزعت أطعمة أو ملابس أو دراهم، كله خير، إنما الذي يخص به أيام منى ـ الأيام الأربعة ـ الهدايا والضحايا، أما التطوعات بالذبائح فوقتها واسع، في جميع الزمان. انتهى.
والله أعلم.