الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي جعل بينك وبين زوجك مودة ورحمة، ونسأله سبحانه أن يديم ذلك عليكما.
ولقد أحسنت أيما إحسان في تعاملك مع أم زوجك، حيث إنك تدفعين السيئة بالحسنة، وتتجنبين الوقوع في كل ما يؤدي إلى الشقاق، والصدام معها، وننصحك بمواصلة ذلك، وبهذا سيصلح الله تعالى حالكما إن شاء، كما قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34].
وإياك ثم إياك أن تكوني أداة إفساد بين الرجل وأمه، فإن لها حقاً عظيماً عليه، وطاعتها سبب لدخوله الجنة، ففي مسند الإمام أحمد أن رجلاً أتى أبا الدرداء، فقال: إن امرأتي بنت عمي، وأنا أحبها، وإن والدتي تأمرني أن أطلقها، فقال: لا آمرك أن تطلقها، ولا آمرك أن تعصي والدتك، ولكن أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الوالدة أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأمسك، وإن شئت فدع.
وينبغي لك أن تعلمي زوجك بما يصدر من أمه من أخطاء وتصرفات سيئة، وهو إن شاء الله سيقوم بإصلاحها بالرفق والحكمة، وسيجعل لها الحلول المناسبة، واعلمي أن بعد العسر يسراً، وأن بعد الكرب فرجاً.
نسأل الله تعالى أن يصلح الحال والمآل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.