الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمواد الإسلامية يغلب عليها ذكر اسم الله، وقد بينا في الفتوى رقم: 52389، أنه يجب على المسلم احترام الأوراق والأشياء التي كتب عليها أسماء الله تعالى أو نصوص الوحي من القرآن والسنة، ولو كانت بغير العربية، وأنه لا يجوز رميها في القمامة أو الأماكن القذرة، وعلى المسلم إذا وجد شيئا مما ذكر أن يحرقه أو يدفنه أو يجعله في مكان محترم صيانة له، وتحرم إهانة أي شيء من مقدسات الدين، فمن عرف أن هذا اسم الله حرم عليه أن يفعل به ما يتنافى مع الاحترام، بل إن تعمد إهانته كفر بالله العظيم، فإن الردة هي شرح الصدر للكفر، كما قال الله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}.
ومثل أسماء الله أسماء الأنبياء بالشرط الذي قرره العلماء، فقد جاء في حاشية الدسوقي: قَوْلُهُ: وَمِثْلُ الْقُرْآنِ ـ أَيْ مِثْلُ إلْقَاءِ الْقُرْآنِ في كَوْنِهِ رِدَّةً إلْقَاءُ أَسْمَاءِ اللَّهِ... إلخ وَأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ إذَا كان ذلك بِقَصْدِ التَّحْقِيرِ وَالِاسْتِخْفَافِ بها. اهـ.
وأما مع عدم قصد الإهانة: فالأصل أن من دخل في الإيمان بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، ولكنه يتعين على المسلمين التحري في أفعالهم، وراجع الفتوى رقم: 159301.
والله أعلم.