الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيظهر لنا أنك لم تجزمي بنية الصيام وأنك كنت مترددة، وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا يصح أن تصومي ذلك اليوم بنية قضاء صوم واجب، لأن النية لم تحصل, جاء في الموسوعة الفقهية: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ الْجَزْمُ بِالنِّيَّةِ، لأِنَّهَا شَرْطٌ لاِنْعِقَادِ الْعِبَادَاتِ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إِنَّمَا الأْعْمَال بِالنِّيَّاتِ ـ وَالنِّيَّةُ هِيَ: الإْرَادَةُ الْجَازِمَةُ الْقَاطِعَةُ، وَلَيْسَتْ مُطْلَقُ إِرَادَةٍ، فَيُخِل بِهَا كُل مَا يُنَافِي الْجَزْمَ، مِنْ تَرَدُّدٍ أَوْ تَعْلِيقٍ فَإِذَا عَلَّقَ نِيَّةَ الْعِبَادَةِ بِالْمَشِيئَةِ، فَإِنْ قَصَدَ التَّعْلِيقَ أَوْ أَطْلَقَ بَطَلَتْ لِمُنَافَاةِ ذَلِكَ لِجَزْمِ النِّيَّةِ، أَمَّا إِذَا قَصَدَ تَبَرُّكًا، فَلاَ تَبْطُل، وَيَضُرُّ التَّعْلِيقُ بِغَيْرِ الْمَشِيئَةِ مُطْلَقًا كَحُصُول شَيْءٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعًا، وَكَذَا التَّرَدُّدُ فِي النِّيَّةِ... اهــ.
وإذا لم تتحقق النية فإنه لا يصح صيام الفرض بغير نية، لحديث: مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ اَلصِّيَامَ قَبْلَ اَلْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ. رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ وَصَحَّحَهُ مَرْفُوعًا اِبْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ.
وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ: لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَفْرِضْهُ مِنَ اَللَّيْلِ. وصححه الألباني.
ويصح أن تصوميه نفلا، لأن صيام النفل تصح نيته من النهار، كما بيناه في الفتويين رقم: 43153، ورقم 143637.
وإذا صمته نفلا فإن الصيام لا يبطل ببلع المخاط عمدا أو سهوا إذا لم يصل إلى الفم، وأما إذا وصل إلى الفم، فإن من الفقهاء من قال ببطلان الصيام بابتلاعه ومنهم من قال بصحة الصيام، وانظري الفتويين رقم: 185461، ورقم: 180227.
والله أعلم.