الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال ابن دقيق العيد في كتابه الاقتراح في فن الاصطلاح: التمييز بين ألفاظ الأداء في المصطلح:
ما قيل فيه: حدثنا، فهو ما سمع من لفظ الشيخ, واصطلحوا أن يقال ذلك فيما حدث به الشيخ جماعة هو فيهم, وأن يقال: حدثني فيما حدث به الراوي وحده, وإن جاز في هذا من حيث اللغة أن يقول: حدثنا, ومن الناس من أجاز فيما يقرؤه الراوي على الشيخ، وهو بعيد من الوضع اللغوي.
وأما أخبرنا، فهو: لفظ صالح لما حدث به الشيخ، ولما قرئ عليه فأقر به, أو بأن يقول القارئ: أخبرك فلان؟ فيقول: نعم, فلفظ الإخبار أعم من لفظ التحديث, فكل تحديث إخبار، ولا ينعكس, ومن الناس من سوى بينهما, والكلام في أخبرنا وأخبرني, كما قلناه في حدثنا وحدثني.
وأما أنبأنا، فالمتقدمون يطلقونها بمعنى أخبرنا أو حدثنا، والمتأخرون يطلقونها على الإجازة، وهو بعيد عن الوضع اللغوي، إلا أن يوضع اصطلاحًا.
وأما العبارة عن الإجازة: فمن الناس من يطلق فيها أخبرنا، وهو قوم من المغاربة, ومنهم من يقول: أخبرنا إجازة، ويشترط البيان.
والذي أراه: أن لا يستعمل فيها أخبرنا بالإطلاق ولا بالتقييد، لبعد دلالة لفظ الإجازة عن الإخبار؛ إذ معناها في الوضع الإذن في الرواية. اهـ
والله أعلم.