الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما حصل من تدني معدلك في الامتحان - رغم بذلك للجهد واجتهادك - محض قضاء من الله تعالى وقدر، يجب التسليم به. فقد كان وقوعه محتوما، والله أعلم بحكمته فيه. فقد روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.
قال الباجي في منتقاه: ومعناه والله أعلم أن كل شيء بقدر، وأن العاجز قد قدر عجزه، والكيس قد قدر كيسه، ولعله أراد بذلك العجز عن الطاعة والكيس فيها، ويحتمل أن يريد به في أمر الدين والدنيا. والله أعلم.
أما ما سألت عنه من أثر الذنوب فيما جرى، فعلمه إلى الله تعالى، وإن كان شؤم الذنب، وتعجيل العقوبة في الدنيا، واقعا، واستشعار خطر المعصية زاجر للعبد عن التمادي فيها؛ وارجع الفتويين التاليتين: 115527 / 200241 .
أما كيف تحصل على التوفيق: فذلك أمر بيد الله عزّ وجل، وبابه الاستعانة به، والتوكل عليه، وترك العجر، وبذل الجهد، وترك الوساوس في أمر القضاء والقدر، فمن جَدَّ وَجَدَ، ومن زرع حصد. وقد جرت سنة الله تعالى في كونه أن النصر حليف المجدِّين المتوكلين، فثق بالله تعالى واعتمد عليه، واجتهد، ولا يفت في عضدك ما جرى في الماضي، ولا تحمل الأمر أكثر مما يحتمل.
وأما ما سألت عنه من أمر الغرور، فهو من أسباب الهزيمة والخذلان، فاحذره.
والله أعلم.