الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز وضع شيء مكتوب فيه ما يجب تعظيمه - كأسماء الله تعالى, ونحو ذلك - في مكان يمتهن فيه.
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: ولا يجوز لمن يتسلم البطاقة التي فيها ذكر الله, أو آية من القرآن أن يلقيها في المزابل, أو القمامات, أو يجعلها في محل يرغب عنه, وهكذا الجرائد وأشباهها. انتهى.
وعليه, فإنه يجب عليك صيانة ما يقع تحت يدك من هذه الكتب التي فيها ذكر الله تعالى.
وما يقع من أقاربك من تقصير في ذلك فإثمه عليهم، لكن إن رأيت شيئًا من هذه الكتب والأوراق ممتهنًا وأمكنك التخلص منه من غير مشقة فافعل، ولا يلزمك تنظيفها قبل حرقها أو دفنها في مكان طاهر.
وأما مع وجود المشقة أو وجود من يقوم بذلك فلا يلزمك؛ لأن من مقاصد الشريعة رفع الحرج والمشقة عن العباد، كما قال تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة: 6}.
سئل الشيخ ابن عثيمين: هل يتعيّن على كلّ شخص وجد قراطيس على الأرض أن يضعها في مكان مناسب؟ فأجاب - رحمه الله تعالى -: الظاهر لي أنه لا يلزم كلّ إنسان وجد قراطيس في الأرض أن يأخذها ويفتشها وينظر هل فيها آية أو حديث لأن هذا شاق, نعم, لو رأى بعينه أن في هذه القرطاسة آية من كتاب الله أو حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فحينئذ يأخذه. انتهى.
وأما واجبك نحوهم فهو نصيحتهم إن تحققت أنهم قد عادوا إلى مثل ما نهيتهم عنه، مع توخي نقل كلام أهل العلم لهم ليقتنعوا مع الرفق بهم، فإن قمت بذلك فقد أديت الذي عليك.
ولمزيد من الفائدة يرجى النظر في هذه الفتاوى: 134863، 112698، 131444.
والله أعلم.