الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في الدعاء لأبيك بصيغة الخطاب؛ فقد روى الطبراني بسنده قال: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ، أُمُّ عَلِيٍّ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَقَالَ: رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي.. الحديث.
وكان كثير من السلف الصالح يدعون للموتى بهذه الصيغة بعد موتهم، فمن ذلك ما جاء في الدر المنثور عَن ابْن عمر أَنه مرَ بِعَبْد الله بن الزبير وَهُوَ مصلوب – بعد موته- فَقَالَ: رَحِمك الله يَا أَبَا خبيب..
وجاء في كتاب المجالسة للدينوري المالكي: وقَفَتْ عَائِشَةُ عَلَى قَبْرِ أَبِيهَا رَحِمَهُ اللهُ؛ فَقَالَتْ: رَحِمَكَ اللهُ يَا أبَت..
وفي مستدرك الحاكم: لما توفي عثمان بن مظعون قالت أم العلاء الأنصارية: رحمة الله عليك أبا السائب..
والله أعلم.