الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئ هذا الأخ على ما أنعم الله عليه بهذه النعمة العظمى وهي الدخول في الإسلام، ونسأل الله له التوفيق والثبات، ونوصيه بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح وصحبة الأخيار ونحو ذلك مما يعينه على الثبات على طريق الهدى والرشاد, ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 1208 والفتوى رقم: 12744.
وليتصدَّ لما يجد من أذى وشتائم بالصبر، فعاقبة الصبر الخير الكثير في الدنيا والآخرة، وليتسلَّ بالنظر في سير الأنبياء والصالحين قبلنا من خلال قصص القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي ليتبين له كيف تحملوا كثيرًا من الأذى في سبيل تمسكهم بدينهم ابتغاء مرضاة ربهم فنالوا عز الدنيا والآخرة, ويمكن الاطلاع على جملة من النصوص التي تبين فضائل الصبر بالفتوى رقم: 18103.
وإذا كان قادرًا على ممارسة شعائر دينه فهو غير ملزم شرعًا بإعلان إسلامه على الملأ، وقد تكون المصلحة أحيانًا في كتمان إيمانه، وإن رغب في إظهاره فالأولى به التدرج في ذلك؛ لئلا يتسلط عليه شياطين الإنس والجن فيجتهدوا في فتنته عن دينه، كما نرى ونسمع من خلال أجهزة الإعلام في هذه الأيام من قصص في هذا السياق, وخلاصة الأمر هو أنه يرجع في أمر الإعلان أو الكتمان إلى المصلحة، وعليه قبل الإقدام على أي خطوة أن يشاور الثقات من إخوانه المسلمين.
وإذا خشي الفتنة عن دينه بالمقام بين أهله فعليه أن يطلب بلدًا يستطيع فيه إقامة شعائر دينه من غير حرج، فالهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام أو من مكان المعصية إلى مكان الطاعة مطلوبة شرعًا، وقد تستحب أو تجب باختلاف الأحوال، وتراجع الفتوى رقم: 123498.
وأما الدعوة إلى الله: فمن خير العمل وأفضل القربات، ومن أعظم ما يعين على الثبات على الحق، ولكنها تحتاج إلى عدة, وزاد من العلم النافع, والإيمان العميق, والفهم الدقيق, والاتصال الوثيق بالله تعالى, والثقة به, والتوكل عليه، وخاصة إن كان الداعية يتصدى لمجادلة أهل الباطل، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتاوى التالية أرقامها: 21186 - 7583 - 13288 - 21363.
والله أعلم.