الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من السنة ـ كما هو معلوم لديكم ـ تعجيل الفطر بعد التحقق من غروب الشمس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. متفق عليه.
لكن هذا لا يعني أن من تأخر عن ذلك قد ارتكب إثما أو خطئا كبيرا، بل غاية أمره أنه ترك الأولى والأفضل؛ إلا إذا أخر الفطر لاعتقاد أفضلية ذلك فقد فعل مكروها، قال النووي في المجموع: قال القاضي أبو الطيب في المجرد: قال الشافعي في الأم: إذا أخر الإفطار بعد تحقق غروب الشمس، فإن كان يرى الفضل في تأخيره كرهت ذلك، لمخالفة الأحاديث، وإن لم يرد الفضل في تأخيره فلا بأس، لأن الصوم لا يصلح في الليل، هذا نصه. انتهى.
وفي التاج والإكليل للمواق المالكي: ابن حبيب: إنما يكره تأخير الفطر استنانا وتديناً، فأما لغير ذلك فلا، كذا قال لي أصحاب مالك. انتهى.
وراجع في ذلك الفتوى رقم: 2210.
ولا ينبغي أن يكون هذا الأمرسببا للخلاف، فمن عجل الفطر بعد تحققق الغروب فقد وافق السنة، ومن أخره دون أن يعتقد فضل التأخير جاز له ذلك.
والله أعلم.