الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن ما طلبه هذان الرجلان من أبيك يدل على أنهما دجالان مشعوذان، فلا يجوز الاستعانة بهما في العلاج ولا غيره ويجب الحذر والتحذير منهما ومن أمثالهما، وأما الصلاة خلفهما: فإن كانا يأتيان بأعمال شركية من دعاء غير الله والاستعانة به ونحو ذلك لم يجز أن يصلى خلفهما، وأما إن لم يرتكبا شيئا من الأعمال الشركية فالصلاة خلفهما صحيحة على الراجح، لأن الراجح صحة الصلاة خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا، وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل تصح الصلاة خلف من عرف بدعاء غير الله؟ وما حكم من يصلي خلفه؟ فأجاب بقوله: من صلى خلف من يشرك بالله لا تصح صلاته، ما دام يدعو غير الله، ويستغيث بغير الله، أو ينذر لغير الله، لا يصلى خلفه عند أهل العلم، لا يصلى خلف الكافر، ولا تصح الصلاة خلف الكافر، إنما الخلاف في الفاسق أما الكافر فلا. انتهى.
وأما استشكال أن يكون من يرتكب السحر والدجل يصلي فليس بمشكل، فقد يأمرهم الشيطان بالصلاة وربما بالذكر والزهد في الدنيا وكثير من أعمال الخير إيهاما للناس ولمزيد من التلبيس عليهم وإضلالهم بهم حتى يخدعوا بما يفعلونه من الخير عما يقارفونه من الزور والمنكر، ولهذا مزيد إيضاح تنظره في الفتوى رقم: 162701.
والله أعلم.