الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هؤلاء الشباب قد نصحوا هذا الرجل ولم يستجب فلا حرج عليهم في هجره ولا سيما إذا كان يرجى بذلك رجوعه إلى الصواب، جاء في الفروع لابن مفلح: ونقل حنبل: إذا علم من الرجل أنه مقيم على معصية لم يأثم إن هو جفاه حتى يرجع، وإلا كيف يبين للرجل ما هو عليه إذا لم ير منكرا عليه، ولا جفوة من صديق.
وقال ابن الجوزي: اعلم أن تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر من ثلاث، إنما هو فيما يكون بينهم من عتب وموجدة أو لتقصير يقع في حقوق العشرة ونحو ذلك.
لكن إذا علموا أن هجره لا يفيد في رده إلى الصواب، وإنما الأنفع له مداومة نصحه فالأولى حينئذ ترك الهجر ومداومة نصحه، وانظر الفتوى رقم: 14139.
والله أعلم.