الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
1. البيعة هي: اختيار أهل الحل والعقد رجلًا يتولى أمر الأمة؛ لجلب المنافع الدينية، والدنيوية، ودفع المضار عنها، وقمع الفتن، وإقامة الحدود، ونشر العدل بينهم، وردع الظالم، ونصر المظلوم.
ويشترط في المختار عشرة أوصاف: أن يكون ذكرًا، حرًّا، بالغًا، عاقلًا، مسلمًا، عدلًا، شجاعًا، قرشيًّا، عالمًا، كافيًا لما يتولاه من سياسة الأمة، ومصالحها.
فإذا اختاروه على هذه المواصفات، فقد تمت البيعة له من قبل الأمة، ولزمهم طاعته، وتنفيذ ما أمر به، وترك ما نهى عنه، إلاّ إذا أمر بمعصية الله، فلا يطاع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.
2. والبيعة: هي بيعة أهل الحل والعقد، من الأمراء، والعلماء، والرؤساء، ووجوه الناس، الذين يتيسر حضورهم ببلد الإمام.
3. وقد طبقت البيعة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث تمت البيعة لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- من قبل الصحابة.
وأما عمر -رضي الله عنه- فكان قد نصبه، وعينه، أبو بكر، وتمت له البيعة بعد ذلك، ولعثمان -رضي الله عنه-، ثم لعلي -رضي الله عنه-، ثم للحسن -رضي الله عنه-.
ويجب الوفاء بالبيعة، ولو كان فاسقًا؛ درءًا للفتنة؛ حتى لا يؤدي إلى تفريق كلمة الأمة، والاحتراب فيما بينها.
والله تعالى أعلم.