الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنبي صلى الله عليه وسلم له خصائص كثيرة منها ما يتعلق برسالته، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم : 68822، ومنها ما يتعلق بخصائصه دون أمته وهي كثيرة، فقد عقد الفقهاء لها أبوابا وفصولا، من ذلك ما لخصه خليل بن إسحاق المالكي في مختصره في الفقه المالكي فقال: باب في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم: خُصَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوُجُوبِ: الضحى والأضحى والتهجد والوتر بحضر، والسواك، وتخيير نسائه فيه، وطلاق مرغوبته وإجابة المصلي ...إلى آخره.
وفي أسنى المطالب في شرح روض الطالب للشيخ زكريا الأنصاري، في الفقه الشافعي: الْبَاب الْأَوَّلُ فِي بَيَانِ خَصَائِصِ النَّبِيِّ] [النَّوْع الْأَوَّل مِنْ خَصَائِصِ النَّبِيِّ الْوَاجِبَاتُ]. ثم ذكرها بادئا بما يجب عليه صلى الله عليه وسلم دون أمته، ثم ثنى بما يحرم عليه وهي كثيرة لا تتسع فتوى لبيانها.
وفي كشاف القناع ممزوجا بمتن الإقناع في الفقه الحنبلي: فصل في خصائص النبي- صلى الله عليه وسلم - واحتيج إلى بيانها لئلا يرى جاهل بعض الخصائص في الخبر الصحيح فيعمل بها أخذا بأصل التأسي فوجب بيانها لتعرف وأي فائدة أهم من هذا ..(خص النبي - صلى الله عليه وسلم - بواجبات ومحظورات ومباحات وكراهات قاله) الإمام (أحمد). انتهى.
وفي الموسوعة الفقهية: اختص النبي صلى الله عليه وسلم بخصائص ومقامات في الدنيا والآخرة ليست لسائر الناس، وهذه الخصائص أنواع: أولا: الأحكام التكليفية التي لا تتعداه إلى أمته ككونه لا يورث وغير ذلك.
ثانيا: المزايا الأخروية كإعطائه الشفاعة وكونه أول من يدخل الجنة وغير ذلك.
ثالثا: الفضائل الدنيوية ككونه أصدق الناس حديثا.
رابعا: المعجزات كانشقاق القمر وغير ذلك.
والأحكام التكليفية التي اختص بها صلى الله عليه وسلم لا تخرج عن كونها واجبة أو محرمة أو مباحة.انتهى.
وفي مجموع فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين:اختص النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بخصائص نتكلم على ما ذكر المؤلف منها:
1 - خاتم النبيين لقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} .
2 - سيد المرسلين، وسبق دليله. 3
- لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن برسالته؛ لقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} . وغيره من الأنبياء يبعثون إلى أقوام معينين كل إلى قومه.
4 - لا يقضى بين الناس إلا بشفاعته وسبق دليل ذلك في الشفاعة.
5 - سبق أمته الأمم في دخول الجنة لعموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» .وسبق.
6 - صاحب لواء الحمد يحمله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يوم القيامة، ويكون الحامدون تحته، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر» . رواه الترمذي، وقد روى الأولى والأخيرة مسلم.
7 - صاحب المقام المحمود أي العمل الذي يحمده عليه الخالق والمخلوق لقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} .لمقام هو ما يحصل من مناقبه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يوم القيامة من الشفاعة وغيرها.
8 - صاحب الحوض المورود، والمراد الحوض الكبير الكثير واردوه، أما مجرد الحياض فقد مر أن لكل نبي حوضا.
9 -11 - إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم لحديث أبي بن كعب أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم غير فخر» . رواه الترمذي وحسنه.
12 - أمته خير الأمم لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}. فأما قوله تعالى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} . فالمراد عالمي زمانهم. انتهى.
وانظر الفتوى رقم : 76679، لبيان بعض الصلوات التي خص بوجوبها دون أمته.
والله أعلم.