الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ترك المسلمين طلب العلوم الدنيوية فمما يؤسف له، فإن الأصل في المسلمين أن يحرصوا على الأخذ بأسباب التقدم وذلك لعمارة الأرض بطاعة الله تعالى والقيام بالوظيفة الكبرى المنوطة بهم وهي تكميل عبوديته تبارك وتعالى، ومن ثم فنحن نحث جميع المسلمين على الحرص على الأخذ بهذه الأسباب، لما في ذلك من النفع الخاص والعام، ثم إنك لا تأثم على اشتغالك بهذا الأمر ما دمت تؤدي الفرائض وتجتنب المحرمات، وإذا كان هذا الذي تعمله من الفروض الكفائية التي يحتاج إليها المسلمون فأنت على خير عظيم، وينبغي لك أن تحقق الموازنة بين مهماتك ووظائفك الدنيوية وبين الأخذ بقسط من نوافل العبادات من قراءة القرآن وغيرها، لما لذلك من الأثر العظيم على صلاح القلب، وإذا نويت بعملك هذا نفع نفسك والمسلمين فإنك مأجور على ذلك وربما يكون أجرك أعظم من أجر من اقتصر على بعض العبادات اللازمة غير المتعدية، ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم: 152827، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.