الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أهل العلم من يرى استحباب الجمع بين الأدعية المأثورة، ومن ذلك دعاء الاستفتاح، وعلى هذا القول فلا مانع من الجمع بين الصيغ الواردة في دعاء الاسفتاح في الصلاة، إلا إذا كان المصلي إماما فلا يشرع له ما يشق على المأمومين، ومن أهل العلم من يرى أن السنة أن يأتي المستفتح برواية أحيانا ورواية أخرى أحيانا ولا يجمع بين روايتين أو أكثر.
ففي كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الروايات الواردة في الاستفتاح قال: ولكن لا يجمع بين هذه الاستفتاحات، بل يقول هذه مرة وهذه مرة ليأتي بالسنة على جميع وجوهها. انتهى.
وفي شرح زاد المستقنع للشيخ محمد الشنقيطي جوابا لسؤال جاء فيه: هل يجوز جمع روايات دعاء الاستفتاح في الصلاة، أم يقتصر على رواية واحدة؟
الجواب: الذي اختاره جمعٌ من المحققين أنه ينوع، فيدعو بهذا تارةً ويدعو بهذا تارة؛ لأن الخلاف هنا خلاف تنوع وليس بخلاف تضاد، وبناءً على ذلك ينوع، فيصلي بهذا تارة ويصلي بهذا تارة؛ لأنه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما لو جمع الجميع في موضع واحد فللعلماء وجهان: الوجه الأول: اختار الإمام النووي رحمه الله أنه لا حرج في الجمع بين هذه الأدعية. والوجه الثاني: اختار شيخ الإسلام وغيره: أن الجمع بينهما لم يرد، فلذلك يقتصر على الوارد. والأولى والأحوط أن الإنسان يقتصر على الوارد، فيصلي بهذا تارة وبهذا تارة، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.
والله أعلم.