الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن وضع المصلي شيئا في فمه مكروه، لما فيه من منافاة الخشوع ولما قد يؤدي إليه من عدم الإتيان بالحروف على وجهها، أما المضغ فقد نص الفقهاء على أنه مبطل للصلاة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 140264.
ومنهم من قال يبطل المضغ إذا كثر، وقُدٍّر المضغ الكثير بالثلاث المتواليات، ففي رد المحتار في الفقه الحنفي: أَمَّا الْمَضْغُ فَمُفْسِدٌ أَيْ إنْ كَثُرَ وَتَقْدِيرُهُ بِالثَّلَاثِ الْمُتَوَالِيَاتِ كَمَا فِي غَيْرِهِ كَذَا فِي شَرْحِ الْمُنْيَةِ، وَفِي الْبَحْرِ عَنْ الْمُحِيطِ وَغَيْرِهِ وَلَوْ مَضَغَ الْعِلْكَ كَثِيرًا فَسَدَتْ، وَكَذَا لَوْ كَانَ فِي فِيهِ إهْلِيلَجَةٌ فَلَاكَهَا، فَإِنْ دَخَلَ فِي حَلْقِهِ مِنْهَا شَيْءٌ يَسِيرٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَلُوكَهَا لَا تَفْسُدُ، وَإِنْ كَثُرَ ذَلِكَ فَسَدَتْ. انتهى.
وعلى هذا، فإذا كنت تستفيد من وضع اللبان في فمك من غير مضغ مبطل ولا ابتلاع لما يتحلل منه، وكنت محتاجا لذلك لكي تستطيع القراءة، أو تتجنب الروائح الكريهة، فالظاهر أنه لا مانع من ذلك، لأن مجرد وضع الشيء في الفم لا يبطل الصلاة كما تقدم، وهكذا المضغ بغير ثلاث حركات متوالية, هذا عن مضغ اللبان في الصلاة ومثلها الصيام، أما في غير الصلاة فلا حرج فيه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 132066.
والله أعلم.