الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على طاعته وتمسكا بدينه، ونسأله أن يثبتك ويوفقك لكل خير، واعلمي أن طاعة الوالدين واجبة في المعروف، وأما إذا أمرا بما يخالف الشرع فلا طاعة لهما، وانظري حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.
فما دمت تعتقدين وجوب لبس النقاب فلا يجوز لك طاعة والديك في خلعه، لكن عليك برهما والإحسان إليهما وطاعتهما في المعروف، فإن استطعت أن تبيني لهما حكم الشرع وتطلعيهم على كلام العلماء بشأن الحجاب والستر حتى يشرح الله صدورهما للحق فبها ونعمت، وإلا فلا حق لهما في منعك من لبس النقاب، فإن شق عليك مخالفتهما فعليك ألا تخرجي من البيت لغير ضرورة أو حاجة شديدة، ويمكنك أن تلبسي النقاب بدون علمهما، ولا حرج عليك أن تخلعيه عند العجز عن لبسه وتلبسيه عند القدرة، بل ذلك هو الواجب عليك، فإن الميسور لا يسقط بالمعسور، وننبهك إلى أن حق والديك عليك عظيم وبرهما من أعظم القربات إلى الله، فاحذري أن تسيئي إليهما أو تغلظي لهما في الكلام، ولا تطيعيهما في معصية الله تعالى. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 134356.
والله أعلم.