الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نهى الله عن التدابر والهجران بين المسلمين، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. صحيح مسلم.
فلا يجوز لك هجر صديقاتك والإعراض عنهن للسبب الذي ذكرت، وعلى فرض أنه قد حصل منهن تقصير في حقك فلا يجوز لك هجرهن أكثر من ثلاثة أيام ، بل الأولى ترك المهاجرة كلية، فإن العفو عن المقصر من أفضل الأعمال التي يحبها الله، وراجعي الفتوى رقم : 111346.
مع التنبيه على أن الجمهور لا يشترطون لزوال التهاجر الرجوع إلى الحال الأول قبل التهاجر ، وإنما يزول التهاجر بمجرد السلام. قال ابن حجر : قال أكثر العلماء تزول الهجرة بمجرد السلام وردّه، وقال أحمد لا يبرأ من الهجرة إلا بعوده إلى الحال التي كان عليها أولاً، وقال أيضا ترك الكلام إن كان يؤذيه لم تنقطع الهجرة بالسلام وكذا قال بن القاسم. فتح الباري .
فإن لم يكن عليك ضرر في دينك أو دنياك فالواجب عليك قطع مهاجرة صديقاتك بالسلام عليهن، و الأولى ألا تقتصري على السلام وإنما تحسني صحبتهن ولو مجاملة وتكلفا وليس ذلك من النفاق بل هو من حسن الخلق، و راجعي في ذلك الفتويين : 75660، 26817.
والله أعلم.