الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فإذا فاتتك صلاة الفجر وقضيتها قبل صلوات فائتة سابقة عليها فإن قضاء تلك الصلاة صحيح في قول جمهور أهل العلم، وأما القبول فأمره إلى الله كما بيناه في الفتوى رقم: 122206, والترتيب بين الفوائت واجب في قول جماهير أهل العلم، ولكنه ليس شرطا لصحتها في القول الذي نميل إليه كما في الفتوى رقم: 96811 عن مذاهب أهل العلم في ترتيب قضاء الفوائت.
ونوصي الأخت السائلة بتقوى الله تعالى والمحافظة على أداء الصلاة في وقتها، وليس ما ذكرته من كونها في المحاضرة... عذرا يبيح لها ترك العصر حتى يخرج وقتها. فالصلاة أولى من المحاضرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ. رواه أحمد والبخاري والنسائي , وقد حمل بعض الفقهاء الترك هنا على تأخيرها حتى يخرج وقتها. وقد جاء عند ابن ماجه: مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر مرفوعا: الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ. اهـ. وصلاة العصر قد رجح كثير من أهل العلم أنها هي الصلاة الوسطى التي خصها الله بالأمر بالمحافظة عليها كما في قوله تعالى: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ . سورة البقرة : 238. وراجعي الفتوى رقم: 98089.
فاتقي الله أختنا السائلة ولتكن الصلاة في قائمة الأولويات. وانظري الفتوى رقم: 96477 عن التفريط في الصلاة وما يفعل بالفوائت المتراكمة، والفتوى رقم: 165623 عن تأخير الصلاة بسبب الدراسة.
والله تعالى أعلم.