الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفرق بين الظن والشك في الاصطلاح أن الظن يطلق على ما كان راجحا من الاحتمالين، والشك يطلق على ما استوى طرفاه ولم يترجح أحدهما على الآخر.
قال إمام الحرمين في الورقات: وَالظَّن تَجْوِيز أَمريْن أَحدهمَا أظهر من الآخر، وَالشَّكّ تَجْوِيز أَمريْن لَا مزية لأَحَدهمَا على الآخر. انتهى.
قال في الأنجم الزاهرات: وَهَذَا فِي اصْطِلَاح أهل هَذَا الْفَنّ.-يعني علم أصول الفقه- وَإِلَّا فَفِي اللُّغَة لَا فرق بَين الظَّن وَالشَّكّ، وَبِه قَالَ الْخَلِيل بْن أَحْمد. انتهى.
ويطلق الظن في اللغة ويراد به اليقين كما في قوله تعالى: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ {البقرة:46}. وإذا علمت هذا فإن ما اشترط التصديق به في صحة الإيمان لا ينفع فيه الشك ولا الظن، بل لا بد من اعتقاده والتصديق به تصديقا جازما، كالإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وأما ما كان من مسائل الاجتهاد فهذا يكفي فيه الظن الغالب. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 165573.
والله أعلم.