الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن تبيني لأخيك أن كل ما يصيب العبد فهو بقدر من أقدار الله التي يجريها بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. [البقرة:216].
فالسعيد من قابل القدر بالرضا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي.
وتراجع الفتاوى التالية أرقامها : 25874، 166915، 5249
كما ننبه إلى أنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فليس له أن يتهم القدر، وإنما عليه أن يتهمّ نفسه ويراجع حاله مع الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة.
قال ابن القيم : ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب. الجواب الكافي.
كما ننبه إلى أن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، فينبغي على أخيك أن يتريث في طلاق زوجته ويسعى في استصلاحها بالوسائل المشروعة، وراجعي في ذلك الفتوى رقم : 9904.
وللفائدة يمكنكم التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.