الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك:
1. التسمية في أوله، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، ولكنه مختلف في صحته.
2. الدعاء أثناء الوضوء، أو بعده، روى النسائي، وابن السني في كتابيهما: "عمل اليوم والليلة" عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فتوضأ، فسمعته يدعو ويقول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، وَوَسِّعِ لي فِي داري، وَبارِكْ لي في رِزْقِي"، فقلتُ: يا نبيّ الله، سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: "وَهَلْ تركن من شئ؟". قال الإمام النووي في الأذكار: ترجم ابن السني لهذا الحديث: باب ما يقول بين ظهراني وضوئه. وأما النسائي، فأدخله في باب: ما يقول بعد فراغه من وضوئه، وكلاهما محتمل.
3. الدعاء بعد الفراغ من الوضوء، فمن ذلك: ما رواه مسلم أنه كان يقول بعد فراغه من الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وفي الترمذي: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين. وفي عمل اليوم والليلة للنسائي: سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك.
أما الدعاء عند غسل أعضاء الوضوء، فلم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قاله الإمامان النووي وابن القيم -رحمهما الله تعالى-، قال النووي في الأذكار: وأما الدعاء على أعضاء الوضوء، فلم يجئ فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.