الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسعي في الإصلاح ابتداء أمر طيب ومحمود ومندوب إليه، قال تعالى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ. [النساء:128 ]. وروى أحمد وأصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين. ويتأكد مثل هذا في حق الوالدين، فإنه من أعظم الإحسان إليهما. فالذي نراه أنكم قد أحسنتم صنعا بالحيلولة بين أبيك وبين الطلاق، وأما ما تخشون من تأثر أبيكم بذلك نفسيا أو صحيا فأمر ينبغي لكم بذل الجهد في تداركه، وتحري الحكمة والعمل على كل ما من شأنه أن يحول دون حدوث توتر بين والديكما. وكبر السن قد يكون من أكبر أسباب مثل هذه التوترات.
وإن كانت والدتكم فعلا تستهزيء بأبيكم وعنيدة في تصرفها معه فهذا منها لا يجوز، فينبغي أن تناصحوها في هذا الأمر بأسلوب طيب، ويمكن أن تستعينوا عليها ببعض من لهم مكانة عندها.
والله أعلم.