الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس عندنا ما يجزم به في سبب ما ذكرت، ولكننا نفيدك أنه يشرع للمسلم كتمه ما يتعلق بالأمور التي يخشى أن يحسد بسببها، أو يحصل له ضرر، فقد ذكر الله تعالى أن يعقوب أمر ابنه يوسف عليهما السلام بكتم رؤياه عن إخوته فقال: قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. {يوسف:5}.
ومثل ذلك ما كان كتمه أدعى لقضاء الحاجة، كما يدل له الحديث: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني وصححه الألباني.
وإن لم يخف شيئا من ذلك فيحسن أن يتحدث بما أنعم الله به عليه شكرا لله على ذلك دون تفاخر ولا تطاول على الناس، فقد قال الله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ. {الضحى:11}.
وقال ابن العربي في تفسيره: إذا أصبت خيرا أو علمت خيرا فحدث به الثقة من إخوانك على سبيل الشكر لا الفخر والتعالي. اهـ.
والله أعلم.