الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأحزاب جمع حزب، والتحزب لغة هو: التجمع، سواء كان تجمعاً على حق أم كان تجمعاً على باطل، وسواء كان اجتماع أبدان أم كان اجتماع أفكار.
وقدر ورد استعمال هذه الكلمة في القرآن على معان منها:
الأول: القوم المجتمعون على محاربة النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته، قال تعالى: وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ [الأحزاب:22].
الثاني: المجتمعون على الباطل واتباع منهج الشيطان، قال تعالى: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المجادلة:19].
الثالث: المجتمعون على اتباع منهج الحق من الصحابة والتابعين ومن اتبعهم بإحسان، قال تعالى: أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22].
الرابع: الأمم الكافرة التي سبقت أمة الإسلام، وهي الأمم التي كذبت الرسل، قال تعالى: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ [صّ:12-13].
وقد ورد كذلك إطلاق كلمة حزب على نصف الجزء من القرآن، فعلى هذا يكون القرآن مشتملاً على ستين حزباً، وهذا التقسيم تقسيم اصطلاحي وهو أكثر شيوعاً في بلاد الغرب الإسلامي: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وما جاورها من الدول الأفريقية.
والله أعلم.