الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النصوص الواردة فيما حول بيت المقدس، نصت على بركة الأرض التي تحيط بالمسجد الأقصى وذلك مثل قوله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير. {الإسراء: 1}.
وقوله تعالى في حق الخليل إبراهيم عليه السلام: وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ. وقوله: وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ.
وجاء في صحيح السنة أحاديث كثيرة في فضل بلاد الشام منها ما جاء عن معاوية بن حيدة – رضي الله عنه – قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالشام. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله. وعنه صلى الله عليه وسلم: ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام. وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشام أرض المحشر والمنشر. ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام: عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده. رواه أبو داود وأحمد، بسند صحيح.
وفلسطين وبلاد الشام كلها تدخل في الواقع حول الأقصى كما قال الحسن: إن الأرض التي باركنا فيها: [الشام] وروي ذلك عن مجاهد، وابن زيد، وابن جريج.
وقال الشيخ السعدي – رحمه الله – أي الشام ... ومن بركة الشام أن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها، مهاجرا لخليله، وفيها أحد بيوته الثلاثة المقدسة وهو بيت المقدس.
قال ابن تيمية – رحمه الله – والبركة تتناول البركة في الدين، والبركة في الدنيا وكلاهما معلوم لا ريب فيه.
ونرجو لكل من صابر هناك مرابطا بنية الجهاد وعدم التمكين لليهود في تلك الديار أن يكون من المجاهدين.
ولم نر نصا لأهل العلم يفيد أن المضاعفة للصلوات تحصل في المساجد والبلاد المجاورة للمسجد الأقصى، فهي ليست أعظم شأنا من مساجد المدينة التي لم يشملها التفضيل المذكور في شأن المسجد النبوي .
ويروى في مضاعفة أجر الصلاة في المسجد الأقصى أحاديث، فيها وفي قدر هذه المضاعفة خلاف بين أهل العلم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم :36190 ، والفتوى رقم: 6879. وسبق أيضا الكلام على المسجد الأقصى ومكانته وتاريخ بنائه، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 75923، 17825، 18123 ، 3286، 71317.
والله أعلم.