الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن رحمة الله تعالى بعباده أن رفع عنهم الحرج، وجعل الدين يسرا فلا عسر فيه، فهذه الشريعة بحمد الله هي الحنيفية السمحة، ومن ذلك أن رخص الله تعالى للمريض وفي معناه من يخاف حدوث المرض أن يفطر في رمضان ويقضي مكان ما أفطر من الأيام فقال تعالى: ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر{ البقرة:185}.
وقد بينا ضابط المرض المبيح للفطر في الفتوى رقم: 126657.
والظاهر أن المرض الذي ذكرته مما يباح الفطر لأجله، فلا حرج عليك إذن أن تفطر، ولا يلزمك أن تجرب الصوم ما دمت متيقنا أنك تتضرر به، ثم إن كانت علتك يرجى شفاؤها فالواجب عليك الانتظار حتى تبرأ وتقضي مكان ما أفطرته من الأيام، وإن كانت علتك لا يرجى برؤها فإن كنت تستطيع القضاء في الأيام القصيرة الباردة فالواجب عليك أن تقضي ما تفطره في هذه الأيام، وإن كان مرضك لا يرجى برؤه ولا تتمكن من القضاء بحال فعليك أن تطعم مسكينا مكان كل يوم تفطره مدا من طعام، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 159971، وما فيها من إحالات.
والله أعلم.