الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك وأن يتجاوز عنك، واعلم ـ هداك الله ـ أن الوقوع في الخطأ والزلل من طبيعة الإنسان فكل بني آدم خطاء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن من تاب إلى ربه وأناب إليه وأخذ بأسباب الاستقامة فإن توبته تمحو أثر ذنبه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والشهوة مهما كانت شديدة والرغبة في المعصية مهما كانت ملحة فإن الله تعالى يذهبها بالمجاهدة والاستعانة به تعالى والإخلاص والصدق في دفعها والتخلص منها، فعليك أن تخلص لربك تعالى وأن تستعين به وتجتهد في دعائه فإن القلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، ولن يعينك على ترك هذه المعصية إلا هو تبارك وتعالى، وهو تعالى لو علم منك الصدق في التوبة فإنه يوفقك لها فإنه أرحم الراحمين، وعليك بمجاهدة نفسك مجاهدة صادقة، فإن الله تعالى وعد الذين يجاهدون أنفسهم فيه بالإعانة والتوفيق، كما قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين { العنكبوت: 69}.
ولا شك في أن ما فعلته من المعصية هو أمر قدره الله عليك، كما قال تعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر { القمر: 49}.
ولكن ليس لك حجة في تقدير الله السابق على ما فعلته، وإنما الواجب عليك أن تدفع القدر بالقدر فتدفع قدر المعصية بقدر التوبة كما تدفع قدر الجوع بقدر الأكل وقدر العطش بقدر الشرب وهكذا، والعباد ليس لهم على الله تعالى حجة، بل لله الحجة البالغة، وما تشكو منه من عدم الصديق الصالح يحتاج منك إلى بذل جهد في تحصيله، ومثل هذا الصديق لا يوجد في مكان أمثل من المسجد، فعليك أن تلزم بيوت الله تعالى وتكثر من حضور مجالس العلم وحلق الذكر وتشهد الجماعات، فإذا فعلت ذلك وجدت في المسجد من الشباب الصالحين من يكونون خير عون لك على طاعة الله تعالى، وأما ما يتعلق بما تعانيه من الأمراض فنحيلك في ذلك على قسم الاستشارات بموقعنا فلعلك أن تراجعهم فيكون في ذلك نفع لك إن شاء الله.
والله أعلم.