الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما التخلص من تلك الخواطر الرديئة والأفكار القبيحة فيكون بدوام مراقبة الله تعالى، والعلم بأنه تعالى مطلع على سريرة العبد وما يدور في نفسه، فيستحيي أن يطلع تعالى على هذا منه، وهذه الخواطر وإن كانت مما لا يحاسب به العبد لكن حراستها من وظائف الصادقين لما قد يفضي إليه الاسترسال معها من الشر، وانظر الفتوى رقم: 152177 .
وأما خروج المذي فلا شك في أنه ناقض للوضوء، وإذا تيقنت خروجه منك في أثناء الصلاة وجب عليك قطعها وإعادة الوضوء، وأما مجرد الشك في خروج المذي فلا يلزم به شيء، فإذا شككت هل خرج منك المذي أو لا فابن على الأصل وهو أنه لم يخرج منك شيء وصلاتك محكوم بصحتها، وانظر الفتوى رقم: 139468 .
فإذا تيقنت بعد الصلاة أنه قد خرج منك مذي فتوضأ وأعد هذه الصلاة، ولا يلزمك التفتيش لتتبين هل خرج منك مذي أو لا، ولا ينبغي لك عصر الذكر للتحقق من عدم خروج المذي، وانظر الفتوى رقم: 139499.
وإذا خرج المذي جراء عصر الذكر فلا يحكم ببطلان الصلاة السابقة على خروجه لأنه إنما يحكم بخروجه إذا تحقق ذلك فعلا.
ولا يفوتنا أن ننبهك إلى خطر الوساوس فإن كنت مصابا بشيء من ا لوسواس فأعرض عنها ولا تلتفت إليها.
والله أعلم.