الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإنه لا يجوز تأخير العشاء إلى ما بعد ثلث الليل، أو نصفه لغير عذر عند الكثير من الفقهاء، وهو قول المالكية والحنابلة، لأن ما بعد ثلث الليل، أو نصفه إلى طلوع الفجر وقت ضرورة فيأثم من أخر الصلاة إليه بدون عذر، وتكون صلاته أداء لا قضاء، ووقت جواز عند الشافعية والحنفية فلا إثم على من أخر العشاء إلى هذا الوقت وإنما فاتته الفضيلة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 137286.
أما الشفع والوتر: فالأفضل تأخيرهما إلى آخر الليل لمن يأمن فواتهما بالنوم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من كل الليل أوتر، ثم انتهى وتره إلى السحر كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ولأن ثلث الليل الآخر هو وقت نزول الرب عز وجل إلى سماء الدنيا، فمن كان يثق من نفسه بأنه يقوم من آخر الليل فتأخير الوتر في حقه أولى، وانظري الفتوى رقم: 19802.
والله أعلم.