الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان ينبغي لك أن تبادر بتزويج ولدك إن كانت لك قدرة على ذلك كما هو الظاهر، فإن الفتن قد كثرت في هذا الزمن كما لا يخفى، ثم إن ما أخبرك به ولدك من أن الزواج سبب في سعة الرزق والإعانة من الله تعالى حق بلا شك، فقد قال الله تعالى: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم الناكح يريد العفاف. رواه الترمذي وحسنه.
وقد كانت معونتك له متأكدة مع وعدك له بذلك، وإخلاف الوعد ليس من سمات المؤمنين، ويتأكد ذلك أيضا خروجا من خلاف من أوجب إعفاف الولد على الوالد من أهل العلم. وانظر الفتوى رقم: 135480 .
وإذا كان الأمر قد وقع على ما أخبرت به، فننصحك أن تبادر بتزويج ولدك فهو خير لك وأنفع، وهو أولى من صدقة التطوع وعمرة التطوع لما فيه من صلة الرحم والخروج من خلاف العلماء. وأما ما مضى من صدقة تصدقت بها أو عمرة أديتها فهو صحيح إن شاء الله، ونرجو أن يكون مقبولا تثاب عليه وتنتفع به عند الله تعالى.
والله أعلم.