الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالطريق وقف على السالكين وليس لأحد أن يفعل به ما تتعطل معه وظيفته، فلا يجوز التصرف في طريق الناس العامة بغلقها، أو تحويلها، أو تضييقها، أو وضع شيء فيها يؤذي السالكين لها، فقد نص أهل العلم على منع ذلك كله، جاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي الحنفي بَابُ ما يُحْدِثُهُ الرَّجُلُ في الطَّرِيقِ: قال رَحِمَهُ اللَّهُ: وَمَنْ أَخْرَجَ إلَى الطَّرِيقِ الْعَامَّةِ كَنِيفًا، أو مِيزَابًا، أو جُرْصُنًا ،أو دُكَّانًا فَلِكُلٍّ نَزْعُهُ ـ أَيْ لِكُلِّ أَحَدٍ من أَهْلِ الْخُصُومَةِ مُطَالَبَتُهُ بِالنَّقْضِ كَالْمُسْلِمِ الْبَالِغِ الْعَاقِلِ الْحُرِّ، أو الذِّمِّيِّ، لِأَنَّ لِكُلٍّ منهم الْمُرُورَ بِنَفْسِهِ وَبِدَوَابِّهِ فَيَكُونُ له الْخُصُومَةُ بِنَقْضِهِ .
وجاء في المختصر لخليل المالكي: ويهدم بناء بطريق ولو لم يضر .
وفي فتاوى الهيثمي الشافعي يحرم نقل الطريق العامة عن محلها، بل هو كبيرة .
ولذلك، فإنه لا يجوز لهذا الشخص إغلاق الطريق العامة ويجب عليه فتحه.
والله أعلم.