الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبق الجواب عن سؤالك ضمن السؤال رقم 2063 ، 3757 وإليك نصهما مع جوابهما : سؤال رقم 2063 ما حكم شراء لحوم الدجاج والبقر من المحلات العامة في بلاد الغرب؟ ما رأيكم في الفتوى التي نشرت في مجلة البيان؟ تقول بأن النصراني يجب عليه أن يذكي أو يذبح مثل المسلم لكي تحل ذبائحهم، والمعلوم هنا بأنهم يذبحون باستعمال المكائن. وجزاكم الله خيرا الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فقد دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على جواز أكل ذبائح أهل الكتاب ، قال الله تعالى: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم… [المائدة: 5]. فما ذبحوه بطريقة الذبح المعروفة التي هي قطع الودجين والبلعوم، فهو حل لنا، وما أزهقوا روحه بطريقة أخرى كالصعق الكهربائي والخنق ونحو ذلك، فهو ميتة لا يحل أكله لقول الله تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير [المائدة: 3] إلى آخر الآيات من سورة المائدة. وهم في هذا الباب كالمسلمين وليسوا أعلى منهم بحيث تحل ميتتهم ولا تحل ميتة المسلمين. وبهذا تعلم أن ما نشرته مجلة البيان في هذا الصدد صحيح لا غبار عليه. والله تعالى أعلم. سؤال رقم 3757 هل يجوز الأكل من طعام أهل الكتاب إذا سافرنا إلى بلدهم وذلك يتضمن كل أنواع اللحوم والدجاج -إلا الخنزير طبعا-بغض النظر عن طريقة ذبحها او سلخها أوطهيها؟مع الدليل ؟ الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فقد أحل الله للمسلمين ذبائح أهل الكتاب قال تعالى: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم [المائدة: 5]. فما ذبحه أهل الكتاب على النحو المعروف من قطع الودجين والبلعوم فهو حل لنا وما كان منه بطريق الصعق أو الخنق أو نحو ذلك مما يخالف الطريق الشرعية فهو ميتة لا يحل لمسلم أن يطعمها قال تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير.. [المائدة:3] فإن كنت تعلم طريقة الذبح التي تتم بها وأنها طريقة شرعية فلك أن تأكل من ذبيحتهم، وإن كنت تجهل طريقة الذبح فلك أن تأكل منها أيضا استصحابا للأصل إذا كان الذبح الشرعي هو الغالب. وأما إن شككت في طريقة الذبح أو كان يغلب على أهل هذه البلدة أنهم يقتلون ولا يذبحون فلا يحل لك أن تأكل منها لأن الحكم للأغلب. والله أعلم. وينبغي للمسلم أن يتحرى في طعامه الطيب الحلال، ولا شك أن أغلب الأجبان والألبان يعلم سلامتها من شحم الخنزير فلا حرج في تناولها، وما كان مشكوكاً فيه فالأولى تركه والابتعاد عنه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" رواه أحمد والنسائي. ولا يجب البحث الدقيق جداً عن مكونات الأطعمة، وحسب الإنسان ما كتب عليها، والتحرز من المشكوك فيه كما سبق.
والله أعلم.