الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نهنئك بما أنعم الله به عليك من حفظ القرآن، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك العون على العمل به، وتعليمه، والاشتغال بتلاوته دائما، ثم إن الأصل هو مشروعية البذل والإنفاق في إطعام الحاضرين للحفلة المذكورة، إذا كانت تقام على سبيل الشكر من دون اعتقاد لسنيتها ولم يكن هناك مباهاة.
وإذا جاز الإنفاق في ذلك، وكانت الحافظات أربعا فلا حرج في إتيان كل منهن بما تيسر لها، فالمقلة تأتي بما تستطيع، ومن عندها إمكانية تزيد على ذلك من دون مباهاة. فقد قال تعالى : لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق:7}. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: لما أنزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا مراء، وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا إن الله لغني عن صاع هذا فنزلت : الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {التوبة:79}.
ففي هذا الحديث دليل على مشروعية تفاوت الناس في الموضوع المشترك بينهم بحسب طاقة كل منهم، وأنه لا يعاب على واحد منهم، وأن انتقادهم على ذلك من شيم المنافقين. فليست هنا إذا مشكلة، ولا ينبغي لك أن تكبري الموضوع، فالأمر يسير .
والله أعلم.