الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا لك ـ أيتها الأخت السائلة ـ أنك في حكم من استنكحه الشك، وأن الراجح المفتى به في موقعنا أن من كثر منه الشك حتى صار كالوسواس لا يلتفت إليه ولا يلزمه سجود, كما في الفتوى التي أشرت إليها والفتاوى المحال إليها فيها, وإذا شككت هل صليت ثلاثا أم أربعا أنك تبنين على الأكثر, جاء في الشرح الكبير: فالشك المستنكح هو أن يعتري المصلي كثيرا بأن يشك كل يوم ولو مرة هل زاد، أو نقص، أو لا، أو هل صلى ثلاثا، أو أربعا ولا يتيقن شيئا يبني عليه، وحكمه أن يلهى عنه ولا إصلاح عليه، بل يبني على الأكثر، ولكن يسجد بعد السلام استحبابا. اهـ.
وقد بينا لك هذا الحكم في الفتوى رقم: 22408التي أحلناك عليها فلا حاجة للإعادة والتكرار.
والفرق بين الشك والسهو: أن الشك يحصل فيه تردد بين أمرين، هل صليت ثلاثا أم أربعا, هل جلست للتشهد الأول أم لا؟ وأما السهو فيحصل فيه الغفلة عن فعل من أفعال الصلاة كأن تتركي التشهد الأول ثم تتذكرين أنك تركتيه وهذا واضح فيما نظن, والسهو المستنكح حكمه أن يتدارك صاحبه ما سها عنه ويصلح صلاته ولا يلزمه سجود للسهو, جاء في شرح مختصر خليل للخرشي: والسهو المستنكح هو الذي يعتري المصلي كثيرا وهو أن يسهو ويتيقن أنه سها، وحكمه أنه يصلح ولا سجود عليه. اهـ.
وانظري المزيد في الفتويين رقم: 124075ورقم: 67470
والله أعلم.